Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Blog de Abdelghafour Bakkali

الهراء الثقافي

26 Novembre 2022 , Rédigé par Abdelghafour Bakkali Publié dans #Textologie et traduction

الهراء الثقافي

التحدُّثُ عن الثقافةِ يسْتَدْعي تعريفها وتحديد معالمها التاريخي، وحدّها الجغرافي، والمجموعة البشرية التي تنتمي إليها. 

فالثقافة مفهوم مُجرّد. وبهذا يبقى التعريفُ افتراضياً بل انطوائيًا، وبخلفية ذاتية بارزة. 

سمات فكرية وفنية؟ 

سلوك مكتسب من هذه الثقافة؟ 

تموضعها بين الثقافات الأخرى؟ 

اللغات التي تحمل المعتقد الثقافي؟ ما موقعها في سوق اللغات الأخرى؟ 

السمات الخِلقية للمجموعات المستهدفة ؟ 

تميِّزها عن غيرها ؟ 

ثم يبرزُ سؤالٌ عريضٌ : هل بعْثُ هذه الثقافة بريء؟ أم هو حصان طروادة لإحداث انقسام مجتمعي ؟

في هذا الصّدد، يِروى عن السياسي الألماني گوبيلس Goebbels المُقرّب من أودلف هيتلر :(وهذه العبارة قد تكون مُلفّقة كما هو ديدنالغربيين):

"عندما أسمع كلمة ثقافة، أُخْرِجُ مُسدّسي."

 

ثم هناك مسألة مهمة في هذا الباب. للتذكير ! لم يتناول هذا التصنيف الثقافي إلا المستشرقين، وعلى رأسهم غوستاف فون غرونباومGrunebaum في كتابه "الهوية الثقافية للإسلام" (L’identité culturelle de l’Islam).

والإسلام -كما هو معلوم- لا يهدف الى تصنيف معتنقيه على أساس  إثني أو ثقافي أو إقليمي أو على أساس اللون، بل على أساسالارتقاء في سُلّمِ الدين. 

والكُتابُ الغربيون وتلامذتهم الكسالى في بلداننا يهدفون أساساً إلى إنشاء ولاءات باسم الثقافة تارة، والعرق أخرى، والحزب تارة أخرى. وبهذا يغوصُ سكان بلدٍ واحدٍ تعايشوا منذ قرون مضتٌ في أتون اختلاف وخلاف لا يقوم إلا على التعصب السخيف لثقافة -ان استطعناتعريفها وتحديد أركانها- لا وجود لها إلا في ذهنهم المنهار. 

 

الفكرُ الصِّحّيّ لا يلتفتُ إلا مزابل التصنيف الموبوءة، ولكن إلى الوسائل الناجعة في ردّ الهجمة الثانية لاحتلالِ البلاد وأهلها. 

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article